بدأ كل شيء في ذلك الوقت عندما كانت والدتي طالبة في إحدى الكليات المحلية في أمريكا، بعد أن حصلت على منحة دراسية لتغطية معظم تكاليف دراستها ، و لكنها أيضاً كانت بحاجة إلى العمل بدوام جزئي لتغطية باقي تكاليف معيشتها.
كانت كأمثالها من ذويها طالبة عادية تطمح للتخرج بدون مشاكل و إيجاد عمل ثابت لتكسب قوت يومها، كانت تدرس العلوم المتعلقة بالنباتات حسبما أتذكر، عاشت في إحدى الشقق القريبة من مكان دراستها بسعر زهيد للشهر و كانت تزور منزل عائلتها المتبقيّة من حين إلى آخر خارج المدينة في أيام العُطل، و كانت أيضاً تعمل في أوقات فراغها بمجمع تجاريّ.
كانت تعيش أيّاماً روتينية إلى أن جاء ذلك اليوم الذي إستيقظت فيه بكسل من فراشها بعدما نظرت إلى المنبه و أدركت بأنها ستتأخر لا محالة، لذلك إرتدت شيئاً عشوائيا و أخذت حقيبتها لتخرج من شقتها و تكمل حياتها كأنه يوم آخر من تلك الأيام التي تتأخر فيها عن المحاضرة و تتلقى التوبيخ قبل حضورها، لكنها لم تعلم أن هذا اليوم لن يكون كغيره و سيكون نقطة ستقلب حياتها رأساً على عقب.